Institute of Theology

Font Size

The Service of the Blessing of Water & the Message of the Dean

تقديس المياه والكلمة التوجيهية في بداية العام الدراسي

 


برعاية صاحب الغبطة يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكليّ الطوبى،


وببركة وحضور صاحب السيادة الأسقف غطاس هزيم رئيس دير سيدة البلمند البطريركي،


إلتأمت أسرة معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي صباح الثلاثاء الوقع فيه 22 من أيلول 2014، بدعوة من قدس الأب بورفيريوس جرجي عميد المعهد، للصلاة وتقديس المياه لمباركة وافتتاح السنة الدراسية الجديدة.
بعد صلاة تقديس المياه، توجّه الحاضرون إلى قاعة البطريرك إغناطيوس الرابع للاستماع إلى كلمة العميد التّوجيهيّة التي استهلّها بنقل "بركة صاحب الغبطة، البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى، ومحبّته وأدعيته".
جاءت منطلقات الأب بورفيريوس في كلمته من صلب روح المعهد في توجيهاته للطلّاب، فقد أبرز المدى التاريخي الذي يستمدّ المعهد والدير منه أصالتهما وتجذّرهما في التقليد الآبائي والإيمان القويم المستمرّ إلى اليوم من خلال كل معلّم وعامل في هذه المؤسّسة: "هذا المكان المقدس تسلّمناه من آبائنا وأجدادنا الذين جاهدوا بجلادة وحكمة وطول أناة وإيمان راسخ ليصونوا وديعة الإنجيل والفكر الكنسي القويم بشفافيّة بلّورية لا دنس فيها ولا غضن". قد شدّد الأب بورفيريوس في كلمته على أهميّة الإعداد اللاهوتي والعلمي بالنسبة إلى حياة الكنيسة ورسالتها، معبّرًا عن ذلك بقوله: "نسعى في معهد القديس يوحنا الدمشقيّ اللاهوتيّ إلى أن نقدّم للطالب دراسة جامعيّة تشمل سائر ميادين العلوم اللاهوتيّة – قديمها وحديثها – بحيث يتمكّن من تنمية وعيه لجذور التراث ومنابع التقليد الأولى، واستقراء آليّات الصيرورة التاريخيّة للصيغ الفكريّة والنصوص المرجعيّة في اللاهوت، والإجابة على مساءلات الحداثة ومواجهة تحدّياتها".
وعرض العميد البرامج التعليمية المختلفة في المعهد، وتوقّف عند برنامج الدكتوراه في اللاهوت، الذي ينطلق هذه السنة بقوّة ليكمّل "ورشة البحث العلمي لتلبية حاجات الكنيسة الفكريّة في عصرنا".
وخَتَمَ العميد بكلماتٍ تبيّن هدف كل الجهود المبذولة في معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي بقوله إنَّ "العالم اليوم متعطش إلى كلمة حياة ورسالة رجاء، وهذه لا يحملها إلى العالم سوى الأنقياء، أنقياء القلوب، الذين يعانقون الإنجيل ويضحّون بالغالي والنفيس من أجل اتّباع المسيح والالتصاق به. بشارة القيامة يحملها إلى العالم من تنقّوا بالتوبة الصادقة والصلاة الخاشعة والتمعّن بحروف الإنجيل".


The Service of the Blessing of Water and the Message of the Dean
 at the Beginning of the Academic Year

Under the High Patronage of His Beatitude Patriarch John X, Patriarch of Antioch and all the East, and with the blessing and participation of His Grace Bishop Ghattas Hazim, Abbot of the Patriarchal Monastery of Our Lady of Balamand, and upon the invitation of Fr. Porphyrios Georgi, Dean of the Institute, the St. John of Damascus Institute of Theology family came together on the 22nd of September 2014 to inaugurate the new academic year, and to celebrate the service of the Blessing of Water.
After the service of the Blessing of Water, the Institute's family members gathered in the Patriarch Ignatius IV Conference Room to hear the Dean’s message for the new academic year. The Dean relayed the blessings and love of His Beatitude Patriarch John X to the institute’s family.
The address of Father Porphyrios reflected the inner life of the Institute. He highlighted the long history, by which the institute and the monastery gained their origins and roots in the patristic tradition and orthodoxy. This tradition continues today through every teacher and worker in this institute. He stated that: “We received this holy place from our Fathers and elders who labored with perseverance, wisdom, longsuffering and faith to preserve in a pure and transparent way the Gospel and Tradition without any spot or wrinkle.” Fr. Porphyrios stressed on the importance of theological and scientific preparation for the life of the church and its mission. He expressed: “We, at the St. John of Damascus Institute of Theology, seek to present to the student an education that includes all fields of theological studies, from the old and the new, so that he develops his awareness, knowledge of the roots of our legacy and the original sources of tradition, in order to understand the historical process of theological concepts and theological reference texts and to answer the demands of modernity and meet their challenges.”
The Dean displayed the various educational programs at the Institute. He emphasized on the doctoral program in theology which begins this year with vigor. This program completes “the scientific research workshop and meet the intellectual needs of the Church in our time”.
The Dean ended his speech by explaining the purpose of all the efforts done by the St. John of Damascus Institute of Theology. He expressed that, “the world today is thirsty to a word of life and hope, and this is only carried by the pure in heart, those who embrace the Gospel and deny themselves to follow Christ and be united to Him. The news of the Resurrection is carried to the world only by those who are purified by experiencing true repentance, offering pious prayers, and thoroughly studying the Gospel”.

 



كلمة توجيهية للأب بورفيريوس جرجي عميد معهد اللاهوت في بدء السنة الدراسية

صاحب السيادة،
الآباء الأجلاّء،
الأساتذة الموقرون،
أحبّائي الطلبة،


أنقل إليكم، بدايةً، بركة صاحب الغبطة أبينا يوحنا العاشر ومحبّته وأدعيته من الدار البطريكية في دمشق. قريبًا إن شاء الله يوافينا ويلقانا كعادته في المعهد.
جاء في سفر الخروج: "وأما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان، فساق الغنم إلى وراء البرّية وجاء إلى جبل الله حوريب. وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليّقة. فنظر وإذا العليقة تتوقد بالنار، والعليقة لم تكن تحترق. فقال موسى: أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم. لماذا لا تحترق العليقة. فلما رأى الرب أنه مال لينظر، ناداه الله من وسط العليقة وقال: موسى، موسى. فقال: هأنذا. فقال: لا تقترب إلى ههنا. اخلع حذاءك من رجليك، لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة، ثم قال: أنا إله أبيك، إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. فغطى موسى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله" (خروج 3: 1- 6).
بهذه المهابة وهذا الوجل اللذين اكتنفا النبي موسى أمام العليقة الملتهبة نقف نحن اليوم على جبل البلمند محجّة كنيستنا وجبلها المقدس الذي تلوح منه النعمة وينبعث منه الرجاء. وكما نزل الرب يومًا على طور سيناء بمجده ليمنح الوصايا لشعبه، ينزل العلي ههنا، وفي كلّ  قدّاس، لينير قلوب المؤمنين بحضوره المهيب في أسرار العهد الجديد عهد الملكوت لا الناموس، وعهد النعمة والحق اللذَين بيسوع المسيح حصلا.
هذا المكان المقدّس تسلّمناه من آبائنا وأجدادنا الذين جاهدوا بجلادة وحكمة وطول أناة وإيمان راسخ ليصونوا وديعة الإنجيل والفكر الكنسي القويم بشفافية بلّورية لا دنس فيها ولا غضن. آباؤنا أتقنوا علوم عصرهم وأحسنوا ترويضها "هادمين، بحسب قول الرسول بولس، ظنونًا وكل علو يرتفع ضد معرفة الله، ومستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح" (2 كو 10: 5). هم شقّوا لنا الطريق لنتابع المسيرة بأمانة وحرص وبروح الإبداع والفكر الخلاّق الذي "يخرج من بيته جددًا وعتقاء" (متى 13: 52). وقد أسّس آباؤنا مدارس العلم واللاهوت، والتفسير الكتابي، ومشاغل تدوين الإيقونات، وصوغ العقائد الإلهيّة، ونظم التسبيح الكنسي بحروف من نور. ونحن نأتي اليوم بشوق إلى هذا المكان المقدّس، لنتسلّم ميراثًا عريقًا من الفكر والفنّ والجمال والخدمة المـُحبّة، في معهد كنيستنا الأنطاكيّة وفي جامعة الكنيسة ودارها في رحاب دير السيّدة الذي يظلّلنا جميعًا.
نعم يا إخوتي، ما برحت المقاربة الأكاديميّة للاّهوت، والتي تأسّست في المدارس الكبرى في تاريخ المسيحيّة في أنطاكية وروما وقيصريّة فلسطين والإسكندريّة وفي الحواضر السريانية على مدى المشرق الأنطاكي، وعلى أيدي معلّمين كبار، تُلهم منطلقات التعليم اللاهوتي في معهدنا وتغنيها. فلطالما شدّدت مدرستنا الأنطاكيّة العريقة على محوريّة سرّ التجسّد الإلهي، وعلى أفعال الله واستعلاناته في التاريخ، وعلى المقاربة النصّية التاريخيّة للوحي الإلهي.
نسعى في معهد القديس يوحنّا الدمشقي اللاهوتي إلى أن نقدّم للطالب دراسة جامعيّة تشمل سائر ميادين العلوم اللاهوتيّة – قديمِها وحديثِها - بحيث يتمكّن من تنمية وعيه لجذور التراث ومنابع التقليد الأولى، واستقراء آليّات الصيرورة التاريخيّة للصيغ الفكريّة والنصوص المرجعيّة في اللاّهوت، والإجابةِ على مساءلات الحداثة ومواجهة تحدّياتها.
يعمل المعهد على تمكين الطالب من الولوج في مخاض البحث العلمي والتساؤل والتدقيق والنقد البنّاء لمواجهة تشكيك المشكّكين بدراية ومهارة ومنهجيّة. ويرافق كلّ هذا نمو إنسان القلب والخلق والفكر فيه بالتوازي مع النظرة النقديّة الثاقبة إلى حقائق الأمور وأبعادها والتدرّب على الجانبين الرعائي العملي والعبادي التطبيقي للمعرفة اللاهوتيّة.
إلى ذلك، يؤمّن المعهد للطالب مساحة حوار وتفاعل عصري من خلال إقامة مؤتمرات محليّة وعالميّة، وندوات كنسيّة حول مواضيع آنيّة تناقَش فيها سبل مقاربة واقع الإنسان في مجتمعات متعدّدة الثقافات والاتجاهات، ليتمكّن الطالب من فهم حاجات الناس الحقيقيّة وكيفيّة الخدمة والتكرّس لبناء الإنسان، وصون المجتمع وتلقيحه فكريًّا وروحيًّا بكلمة البشارة.
ويُسهم المعهد في نشر بشارة الإنجيل في العالم المعاصر بواسطة برامج التعلّم اللاهوتي عن بُعدٍ التي تطلّ على من يهتمّ في الوطن والمـَهاجر بدراسة اللاهوت من مكانه سواء باللّغة العربيّة أم بالإسبانيّة. كما ويشكّل المعهد من خلال برامجه العديدة، ومنها برنامجي الماستر والدكتوراه، برنامج الدكتوراه الذي ينطلق هذا العام بزخم وقوّة، يشكّل ورشةَ بحثٍ علمي متواصل تساهم في تلبية حاجات الكنيسة الفكرية في عصرنا من خلال الدراسات الرعائيّة والبحوث اللاهوتيّة المتعدّدة الاختصاصات. فالكنيسة بحاجة ماسّة اليوم إلى البحث العلمي الرصين والدقيق، وإلى الجهد النقدي الخلاّق، وإلى المنهجيّات التنقيبيّة الناجعة، لا إلى اجترارٍ رخيصٍ لأفكار هذا أو ذاك من المفكّرين.
أمّا من الناحية الاجتماعيّة والحياتيّة اليوميّة، فيأتي الجوَّ العائلي الذي تؤمّنه الأطر الليتورجيّة العباديّة، مع المائدة المشتركة، والنشاطات اللاصفّية المتنوّعة، والخدمة اليومية، ليفتح أمام الطالب في المعهد باب العيش في "شركة أشخاص" بالمعنى الإنساني الأسمى، حيث تتوافّر فرصة اللقاء بأناس من خلفيّات مختلفة تجمعهم الشفافيّة في التعاطي والصدق في العمل. المعهد مختبرٌ بل مشغلٌ لمواهب الطلاب. الكلّ فيه يجدون المجال الحيويّ ليعبّروا عمّا لديهم من شوقٍ أو مهارة أو معرفة، ما يساهم في بنيان الجماعة وعيش الوحدة الأنطاكيّة وصَهرها.
كنيستنا الأنطاكية تتطلّع إلى معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي كسراج موضوع على منارةٍ مشرقيّةٍ تشعّ على العالم بكلّ علمٍ أصيلٍ، ومدرسةٍ واضحةِ الاتجاهات متأسّسةٍ على وعي رسالة الكنيسة وهويّتها. ذلك يعود إلى بركة صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر ورؤيته الحكيمة وإلى بركة آباء المجمع الأنطاكي المقدّس وإرشاداتهم النيّرة لما فيه خير الكنيسة وبنيانها. فلطالما كان البلمند قلب أنطاكية النابض بالعلم والصلاة والفكر والبنيان، ولطالما كان معهدنا منهل العلم في الكنيسة.
أما في أيامنا القلقة، فإن غير قليل من أسئلة العصر وتحدياته يقرع بقوة باب لاهوتنا الأرثوذكسي الباحث عن الإنسان والرامي إلى إحياء الشخص البشري بالروح القدس الرب المحيي، المحيي إلهيًّا، والمبدّد ظلمةَ العالم بقوة الصليب وغلبته. فماذا عسى اللاهوت الأرثوذكسي يقول لإنسان عصرنا المثقل بهموم الحياة، وقيم الاستهلاك، والشك، والمادّية، واللامبالاة الدينية؟
نحتاج إلى لاهوت رعائي، إلى فكرٍ سامريٍ شفوقٍ ينحني على الطبيعة البشرية المهشمة بالحروب والنزاعات والفئوية والتعصب، لاهوتِ شفاءٍ يسكب زيتًا على جراح إنساننا المعاصر ويرشده إلى ينابيع الراحة.
نحتاج، في زمن الاستهلاك والإعلام الرخيص، لاهوتًا مستقيمًا عن قيمة الجسد، جسد الإنسان عطيةِ الله ومسكَنِ مجده.
نحتاج إلى لاهوت الجمال، الجمال الصادر عن استعلان علاقة الآب بالابن في الروح القدسِ بالخليقة التي تنفتح على النعمة فتستوعب النور وتنعتق وتتجلّى.
ولا يتخذ تعليمنا معناه إلا في لاهوت الشكران غايةِ الخليقة واكتمالِها في الروح القدس.
يا إخوتي، العالم اليوم متعطش إلى كلمة حياة ورسالة رجاء، وهذه لا يحملها إلى العالم سوى الأنقياء، أنقياء القلوب، الذين يعانقون الإنجيل ويضحّون بالغالي والنفيس من أجل اتباع المسيح والالتصاق به. بشارة القيامة يحملها إلى العالم من تنقّوا بالتوبة الصادقة والصلاة الخاشعة والتمعُّن بحروف الإنجيل.
ألا أعطانا الله هذه النعمة بصلوات القديسين وكلِّ الذين يحبّوننا ويحملوننا بأدعيتهم.
أريد منكم أن تتذكّروا يا إخوتي أنّنا ههنا في مكان مقدّس، مقدّس بكل ما في الكلمة من معنى، وأن دعوتنا وخدمتنا ههنا مقدّستان بنعمة الله وبعونه الكريم. لأن الكنيسة عقدت علينا آمالاً كبرى لنضحى بالدراسة والعمل الدؤوب والالتجاء المستمرّ إلى الرب نورًا للعالم وملحًا للأرض.
حفظكم الله جميعًا. كل عام وأنتم بخير. آمين.


Vespers for the New Academic Year Celebration 2014 - 2015

صلاة غروب بمناسبة بدء السنة الدراسية الجديدة

 

برعاية صاحب الغبطة يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الكليّ الطوبى،
وببركة وحضور صاحب السيادة متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما أفرام الجزيل الاحترام،
وبمشاركة سيادة الأسقف غطاس رئيس دير سيدة البلمند البطريركي،
أُقيمت صلاة الغروب وتبريك الخمس خبزات بمناسبة بدء العام الدّراسي الجديد في معهد القديس يوحنّا الدّمشقي اللاهوتي في كنيسة رقاد السّيدة في دير سيدة البلمند البطريركي باجتماع أسرة المعهد من آباء وأساتذة وموظّفين وطلّاب.
وبعد انتهاء الصّلاة توجّه سيادة المتروبوليت أفرام بكلمةٍ إلى طلّاب المعهد ذكر فيها أنّ "جيل بعد جيل يتناوب حضوره في هذا الصّرح المبارك ليتلقّى الزّاد الضّروري لخدمة كنيستنا الرّسولية المقدسة"؛ وأنّه تجري مع هذا التّناوب "حياةٌ متجدّدة مع الّرب يسوع القائم من بين الأموات الذي ينتشلنا من تفاهة الدّنيا الفاسدة التي تتخبّط من فعل الحركات الشيطانيّة المقهورة مسبقًا، ... وهذا كلّه يحثّنا على الجهاد...".
وفي كلامه على الجهاد مع الّرب، نوّه سيادته بارتباط الحياة الروحيّة بلاهوت الكنيسة الأرثوذكسيّة قائلاً: "هذا الجهاد اليوم...، يدفعنا إلى الانكباب بجدٍّ متواصل على تراث آبائنا القديسين الذين سبقونا والذين حفروا بدموعهم الصّلاتية هذه الكتابات المقدّسة التي نتناولها بين أيدينا في كلّ وقت، أوّلها الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد ... وأيضًا الصّلوات اللّيتورجية التي نفخر بها في عالمنا الأرثوذكسي والتي قلّما نغوص في أعماق معانيها؛" ولَفَتَ سيادة المتروبوليت إلى أنّ هذا الجهد سيُرافَق بنعمة الله مشدّدًا على أنّ "الرّوح الإلهي سوف يعيدنا برفقة وإرشاد معلّمينا إلى الغوص في كتابات الآباء القديسين القدماء والمعاصرين وما إلى ذلك من الدّروس المفيدة لتنمية العقل والقلب".
وقُبَيل ختام كلمته، ذكّر سيادته الطلّاب بأنّهم يعيشون ههنا في قلب كنيستهم الأنطاكية، وأنّهم حلقة في سلسلة الأجيال الحاملة البشارة بمجيء المسيح "الذي أتى ويأتي في باروسيّةٍ مستمرّة الى الدهر". ثمّ دعا سيادته الرّب يسوع ووالدته صاحبة الدّير المقدّس وجميع القديسين أن يرافقوا الطّلاب في جهادهم، وأطلقَهم قائلاً "إذهبوا مع بركة الله والرب يوفّقكم في هذه السّنة، آمين".


The Opening of the New Academic Year Celebration 2014-2015


Under the High Patronage of His Beatitude Patriarch JOHN X, the Patriarch of Antioch and all the East, and with the blessings and presence of His Eminence Metropolitan Ephrem of Tripoli, El-Koura and Dependencies, and the participation of His Grace Bishop Ghattas (Hazim) the Abbot of Balamand Patriarchal Monastery, a Vespers was held along with the service of the blessing of the five loaves, on the occasion of the new academic year of the St. John of Damascus Institute of Theology. The service was held at the Church of the Holy Dormition in Balamand Patriarchal Monastery, in the presence of the Institute’s family: the Dean, faculty, employees, and students.
At the end of the prayer service, His Eminence Metropolitan Ephrem addressed the students, reminding them that he comes to this blessed place to witness, “one generation after another coming to this place in order to obtain the bread necessary for the service of our Holy Apostolic Church.” This succession of generations, His Eminence remarked, is accompanied by a renewal of life in the Lord Jesus Christ, the One Risen from the dead, and the One Who raises us up from the vanity of a world rocked by evil works, the evil which was previously trampled down… All this incite us to a life of discipline and spiritual labor (ascesis)…”
Speaking about the spiritual labor in the Lord, His Eminence emphasized the link that exists between spiritual life and the theology of the Orthodox Church. Thus he declared, “This labor today incites us to work continuously and with perseverance on revealing the legacy of our Holy Fathers who wrote with tearful prayers these holy writings, the Holy Scriptures with the Old and New testaments…, the liturgical prayers in which we boast, and which we rarely seek to study their deep meanings..." His Eminence also pointed to the Divine Grace needed to accompany all study efforts. He thus emphasized that “the Divine Spirit will guide us to study the writings of the Holy Fathers, the ancient fathers and the contemporaries... for the growth of the human heart and mind. All this is done under the guidance of our teachers."
At the end of his word, His Eminence reminded the students living here, that "they abide in the heart of the Antiochian Church." They are a link of a chain of generations who carry the Good News of the coming of Christ, “Who comes and will come in a continuous parousia till the end of the ages."  He then called the Lord Jesus and His Mother, the Patron Saint of this Holy Monastery, to accompany the students in their efforts, saying to them: "Go with the blessings of the Lord, and may the Lord God give you success in this year, Amen.”

 



كلمة متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس أفرام كيرياكوس

باسم الآب والابن والروح  القدس، آمين.
سيدي العزيز رئيس هذا الدير المقدس، آبائي الأجلّاء، الحضور الكريم،
أوجّه هذه الكلمة المختصرة إلى طلّاب المعهد في بدء هذه السنة الدراسية.
أيها الطلاب الأحباء،
الأيام تركض وتتوالى والزمن يجري ولا يتوقف، زمن هذه الحياة العابرة. جيلٌ بعد جيل يتناوب حضوره في هذا الصرح المبارك ليتلقّى الزّادَ الضروري لخدمة كنيستنا الرسوليّة المقدّسة.
وبعدُ، نقول في الكنيسة اليوم، في هذا اليوم الذي فيه تُفتتحُ السنة الدراسية بنعمة الله في المعهد اللاهوتي، معهد القديس يوحنا الدمشقي، اليوم الذي هو آنيّ، ماضٍ ومستقبل، تجري معه الحياة المتجددة مع ربّنا يسوع المسيح القائم من بين الاموات البارز لحياةٍ أبديّةٍ، ينشلنا معه من تفاهة الدنيا الفاسدة التي تتخبط من فعل الحركات الشيطانيّة المقهورة مسبقًا. هذا كلّه أيّها الأحباء الطلاب يحثّنا على الجهاد مع الربّ الذي يشاركنا في تعبنا برجاءٍ وحماسٍ لا ينثنيان.
هذا الجهاد اليوم، وفي كل يوم في هذه السنة الدراسية الآتية، يدفعنا إلى الانكباب بجدٍّ متواصل على تراث آبائنا القديسين الذين سبقونا والذين حفروا بدموعهم الصلاتيّة هذه الكتابات المقدسة التي نتناولها بين ايدينا في كلّ وقت. أوّلها الكتاب المقدّس في عهديه القديم والجديد، والذي علينا أن نعرفه من الدفّة الى الدفّة، وأيضًا الصلوات الليتورجيّة التي نفخر بها في عالمنا الأرثوذكسي، والتي قلّما نغوص في أعماق معانيها. الروح الإلهي سوف يعيدنا برفقة وإرشاد معلّمينا إلى الغوص في كتابات الآباء القدّيسين القدماء والمعاصرين، وما إلى ذلك من الدروس المفيدة لتنمية العقل والقلب. ولا ننسى، أيها الأبناء الأحباء، هذه الحياة المشتركة الذي يتميّز بها معهدنا الحبيب. لا شكّ أنّكم سوف تُجرّبون بالضّجر أحيانًا في أوقات الفراغ اللاهية. لكن اعلموا أنّ هذه الأيّام التي تقضونها ههنا لن تنسوها في كلّ حياتكم المقبلة.
أنتم تعيشون ههنا في قلب كنيستكم الأرثوذكسية الأنطاكية. هنا هو القلب، حلقة متواصلة في هذه السلسلة، سلسلة الأجيال المتعاقبة، حاملين رسالة البشارة السارّة بمجيء المسيح الذي أتى ويأتي في باروسيّةٍ مستمرّة إلى الدهر.
لن أضيف شيئًا على هذه الكلمة المقتضبة. الرب يسوع المسيح إلهنا ومخلّصنا مع والدته مريم صاحبة هذا الدير المقدس وجميع القدّيسين يرافقكم في جهادكم. لا تخافوا أبدًا ولا تيأسوا ممّا سوف يواجهكم، الروح القدس نفسه جلبكم إلى هنا.
إذهبوا مع بركة الله،
والرب يوفقكم في هذه السنة،
آمين.

You are here: Home Student Activities
Contact us
Saint John of Damascus Institute of Theology
The University of Balamand

Address: Monastery of Balamand, PO Box 100, Tripoli, Lebanon
Tel: 00961 (0) 6 930 305 - Fax: 00961 (0) 6 930 304
email: This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.

Copyright (c) 1999 - 2011